مؤسسة سييد تدعو حكومة العراق إلى تعزيز حماية الأطفال المرتبطين بالقوات والجماعات المسلحة
أربيل، العراق – 12 شباط 2024: بمناسبة يوم اليد الحمراء، اليوم العالمي لمناهضة تجنيد الأطفال، تؤكد مؤسسة سييد حرصها على أهمية توفير الحماية والرعاية والدعم اللازم للأطفال المتضررين من النزاعات، وخاصة أولئك الذين تمّ استغلالهم كجنود أطفال. كما نشيد بالجهود التي تبذلها حكومة العراق لوضع أول قانون للطفل، ونؤمن بأنه يمكن معالجة هذه المسائل في هذا الإطار الجديد الواعد.
إنّ تجنيد الأطفال واستخدامهم في الصراعات المسلحة ليست ظاهرة جديدة في العراق، كما رأينا في وحدات الجنود الأطفال التابعة لصدام حسين (أشبال صدام)، ومع أشبال الخلافة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (أشبال الخلافة). لكنها لم تنته عند هذا الحد حيث تشير الأدلة إلى أنّ تجنيد الأطفال واستخدامهم من قبل جهات مختلفة زاد بالفعل في عام 2022، مما يؤكّد أن هذه ليست مشكلة ماضي العراق فقط، وإنّما تحدي لحاضره ومستقبله. و يعتبر هذا الأمر انتهاك خطير لحقوق الطفل، وله آثار عميقة على السلام المستدام والتماسك الاجتماعي. إن الحفاظ على سلامة الأطفال وتلبية احتياجاتهم ودعم صحتهم ونموهم هو استثمار أساسي في بناء مجتمعات قوية وقادرة ومرنة.
لدى حكومة العراق فرصة رئيسية للتصدي لهذا التهديد الذي يتعرّض له أطفال البلد بإدراج مادّة في مشروع قانون الطفل تحظّر تجنيدهم واستخدامهم بأي صفة كانت من جانب أي قوة أو جماعة مسلحة. ولن يساعد هذا الحظر الواسع النطاق على حماية الأطفال الضعفاء من العنف والاستغلال وسوء المعاملة فحسب، بل سيعزّز أيضاً من إمكانية المساءلة عن الجرائم المرتكبة ضدهم.
كما يتيح مشروع القانون فرصة للحكومة العراقية لإظهار القيادة الحكيمة بسنّ أحكام ترمي إلى تعزيز تعافي الأطفال الذين انتهكت حقوقهم. إن ضمان استفادة أولئك الأطفال من الخدمات والدعم اللازمين أمر ضروري لاسترداد الكرامة واستعادة الرفاه وتيسير إعادة الإدماج في أعقاب الضرر.
في يوم اليد الحمراء، تدعو مؤسسة سييد حكومة العراق إلى الحفاظ على أغلى مواردها وأملها في المستقبل من خلال ضمان ازدهار وانتعاش جميع مواطنيها الصغار.